لماذا أصبح طفلك متنمرا؟ فهم الأسباب وطرق علاج هذا السلوك

الطفل المتنمر

    من المعلوم أنه، لا يوجد أبوين يرغبان في سماع أن ابنهما متنمر، إن مجرد التفكير أن طفلك قد يؤذي الآخرين أمر يسبب الألم، لكن من المهم جذا أن نعرف أن التنمر، لا يوقع الضرر بالضحية فقط، بل إنه يؤذي الطفل المتنمر كذلك، على الغالب ما تكون هذه السلوكيات، مؤشرا على ألم داخلي أو اضطراب نفسي، يعاني منه الطفل المتنمر.

أهم الأسباب وراء تنمر الأطفال

   لا يمكن أن نعتبر أن الأطفال متنمرين "أشرار" أو "سيئون" لأن طبيعتهم كذلك، بل فقط لأنهم ما زالوا في مرحلة تكوين الشخصية، وفهم الذات. 

  هذه بعض الأسباب التي تفسر لنا لماذا يتحول بعض الأطفال إلى متنمرين:

  • الرغبة في الانتماء: جزء من الأطفال يتنمرون، قصد كسب قبول رفاقهم أو فقط ليظهروا أقوياء داخل المجموعة.
  • البحث عن الانتباه: قد يعمل الطفل على جدب الانتباه من الأهل أو الأساتذة، بأسلوب سلبي، لأنه لم يجد طريقا إيجابيا لذلك.
  • التعرض للتنمر: الطفل الذي يعامل بشكل قاسي في البيت أو المدرسة، قد يفرغ الألم الذي يعاني منه، في الآخرين ليشعر بالقوة التي افتقدها.
  • نقص التعاطف: الأطفال الصغار قد لا يعرفون تماما،  تأثير عباراتهم أو أفعالهم على مشاعر الآخرين.
  • الاندفاعية وضعف التحكم في السلوك: بعض الأطفال بالطبيعة أكثر اندفاعا، من باقي أقرانهم، فيتصرفون بشكل عنيف دون تفكير في النتائج.
  • سوء الفهم: في مجموعة من الحالات يفسر الطفل تصرفات الآخرين، كعدوانية فيرد عليها بالمثل.

أهم حلول للقضاء على تنمر طفلك 

التواصل كحل أساسي و فعال 

   عند اكتشاف أن طفلك يمارس سلوك التنمر، لا تقم بمهاجمته فورا، بل حاول أن تتحدث معه بشكل واضح وهادئ. يمكنك أن تعبر عن ذلك على الشكل التالي :" توصلت بمكالمة من المدرسة، تفيد بأنك كنت اليوم متورطا في موقف يشكل تنمر، أريد فقط أن أفهم منك صغيري ما الذي حدث بالضبط".

   هذا الحوار المفتوح يساعدك، على أن تفهم الدوافع الخفية وراء السلوك. فربما يحس الطفل بالعجز الشديد، أو يعاني من تدني مستوى الثقة بالنفس.  

   عند عدم تمكن طفلك من توضيح سبب سلوكه، أو ظهر عليه القلق أو الرغبة في الانعزال، قد يكون من المفيد جدا استشارة اختصاصي نفسي للأطفال، ليساعد الوالدين على فهم جذور هذه المشكلة.

 تلقين المهارات الاجتماعية الإيجابية

   بعد أن تفهم أسباب التنمر، حاول أن تساعد طفلك، على تعزيز وتطوير المهارات الاجتماعية ذات الطابع الإيجابي. كما اعمل على المناقشة  مع طفلك مواقف الحياة اليومية، وسبل التعامل السليمة معها.

   ينصح بعض الخبراء باستعمال أسلوب السلوك الصديق بدلا من التركيز على القول: لا تكن متنمرا، لأن الأطفال بطبيعتهم يستجيبون بشكل كبير للتوجيه الإيجابي، كما يمكنك تدريجيا تشجيع طفلك على التعاطف مع الاخرين.

 بيئة المنزل تأثير على سلوك الأطفال

لماذا أصبح طفلي متنمرا؟

   حالات كثيرة يبدأ التنمر عند الأطفال من داخل المنزل، دون أن نعرف. فالأطفال يتعلمون من طريقة تواصل الوالدين، خاصة تعاملهم مع  شعور الغضب عند الخلافات. الأطفال الذين يسمعون سخرية أو إهانات بين أفراد العائلة، لهذا يجب تغيير بيئة المنزل، إلى بيئة تقوم أساسا على التعاون والاحترام.

عقوبات بناءة

   قد يكون العقاب المبالغ فيه، وقود يزيد تمرد الطفل. لذا، لدى يجب أن تكون نتائج ذلك متوازنة مع المشكل، عندما يمارس الطفل التنمر الإلكتروني، يمكن للوالدين سحب الهاتف أو ومنع ولوجه للإنترنت لفترة معينة. أما ي حالة المخالفة البسيطة، فيمكن طبعا استعادة الامتيازات بشكل تدريجي بعد التزامه بالسلوك الجيد.  

 تعليم الطفل تحمل المسؤولية

   بعد أن يهدئ الموقف، شجع طفلك على تحمّل المسؤولية، وتصحيح أخطائه. يمكن له  أن يعتذر مباشرة، أو يكتب رسالة يعبر يها عن ذلك، أو يقوم بعمل لطيف تجاه  الشخص الذي أساء إليه، فقد تكون خطوة بسيطة على سبيل المثال: مشاركة لعبة أو تقديم هدية رمزية بداية لتصحيح العلاقات وتقويم السلوك. 

 المتابعة المستمرة

   حاول أن تتعاون مع المعلمين، وقم بمراقبة سلوك طفلك داخل المدرسة و في المنزل. أما في حالة التنمر عبر شبكة الإنترنت، فكن على معرفة بما ينشره طفلك، على وسائل التواصل الاجتماعي . احصل على كلمات المرور وفسر له له أنك ستراقب الاستخدام، إلى أن يثبت أنه يتصرف بشكل مسؤول. 

طلب المساعدة المتخصصة

   إذا استمر التنمر رغم المحاولات المختلفة، حين إدن يحتاج طفلك إلى تقييم نفسي عند مختص. وجود هذا المعالج النفسي، يمكن أن يساعده بشكل كبير على التعامل مع احاسيس الغضب، أو الخوف، أو النقص الذي  يقف خلف سلوك التنمر.

بناء علاقة قوية مع الأبناء

   احسن وقاية من التنمر، هي تلك العلاقة الدافئة والمنفتحة بينك وبين طفلك، حاول دائما  أن تعرف منه عن أفضل و عن أسوأ ما حدث في يومه، فالأطفال الذين يشعرون بالاهتمام والحب من والديهم، هم الأقل عرضة لأن يصبحوا متنمرين، أو ضحايا للتنمر.

خــــاتمة

   إن معرفة الأسباب الكامنة وراء تنمر الأطفال، يساعد لا شك في التعامل مع هذه الظاهرة بذكاء وتعاطف. فوراء كل سلوك مؤذ طفل يعاني، أو يحتاج لمن يسمعه ويعلمه كيف يحب ويحترم الغير. التنمر ليس النهاية، بل يمكن أن يكون بداية لتربية طفل أكثر وعيا، وتعاطفًا، وثقة بنفسه.

المـــــــــــراجــــــــــع: 

 American Psychological Association (APA)Bullying: What Parents, Teachers, and Kids Can Do-
 Centers for Disease Control and Prevention (CDC)Preventing Bullying-
 ?StopBullying.gov – U.S. Department of Health & Human ServicesWhy Do Kids Bully -
 National Institute of Child Health and Human Development (NICHD)Bullying Research and Prevention


تعليقات